المسارعة: التعجيل ،وهي هنا مستعارة لتوخي المرغوب والحرص على تحصيله .وفي حديث عائشة أنها قالت للنبيء صلى الله عليه وسلم «ما أرى ربك إلا يسارع في هواك» أي يعطيك ما تحبه لأن الراغب في إرضاء شخص يكون متسارعاً في إعطائه مرغوبه ،ويقال: فلان يجري في حظوظك .ومتعلق{ نسارع} محذوف تقديره: نسارع لهم به ،أي بما نمدهم به من مال وبنين .وحذف لدلالة{ نمدهم به} عليه .
وظرفية ( في ) مجازية .جعلت{ الخيرات} بمنزلة الطريق يقع فيه المسارعة بالمشي فتكون ( في ) قرينة مكنية .وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى:{ يا أيها الرسول لا يُحزنك الذين يسارعون في الكفر}[ المائدة: 41] وقوله:{ فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم}[ المائدة: 52] كلاهما في سورة العقود ،وقوله:{ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات} في سورة الأنبياء ( 90 ) .
والخيرات: جمع خير بالألف والتاء ،وهو من الجموع النادرة مثل سرادقات .وقد تقدم عند قوله تعالى:{ وأولئك لهم الخيرات} في سورة براءة ( 88 ) ،وتقدم في سورة الأنبياء ( 73 90 ) .
و ( بل ) إضراب عن المظنون لا على الظن كما هو ظاهر بالقرينة ،أي لسنا نسارع لهم بالخيرات كما ظنوا بل لا يشعرون بحكمة ذلك الإمداد وأنها لاستدراجهم وفضحهم بإقامة الحجة عليهم .