قوله تعالى:{ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم ( 14 ) إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ( 15 )} لولا ،أداة امتناع لوجود .أي لولا ما امتنّ الله به عليكم من الفضل والرحمة ؛إذ حفظكم من العقوبة في الدنيا ومن العذاب في الآخرة لمسكم فيما خضتم فيه من قول الإفك عن أم المؤمنين ( عذاب عظيم ) أي عذاب الحد بالجلد في الدنيا وعذاب النار في الآخرة ،لكن الله يستر على عباده المؤمنين عيوبهم وعثراتهم وما يقعون فيه .وهذا إنما ينطبق على المؤمنين الذين سيقوا فخاضوا مع الخائضين ،كمسطح ،وحسان بن ثابت ،وحمنة بنت جحش وغيرهم ممن تعجّل من المؤمنين في الحديث المكذوب المفترى على عائشة ( رضي الله عنها ) .أما المنافقون فلا ينالهم من الله فضل أو رحمة وهم ليسوا ممن يغفر الله لهم ؛لأنهم من أهل النفاق لا الإيمان ؛فهم لا متسع للإيمان في قلوبهم ،بل إنهم فريق من البشر المخادع ،يكن في قلبه الكفر ويظهر للناس أنه من المسلمين ،كأمثال عبد الله بن أبي وأتباعه ونظرائه .