قوله: ( إذ تلقونه بألسنتكم ) بتشديد القاف ؛أي تأخذون الإفك الذي زعمته العصبة المؤتفكة فيرويه بعضكم عن بعض ،يقول الواحد: سمعت هذا الكلام عن فلان .
وروي عن عائشة أنها كانت تقرأ ( تلقونه ) بفتح التاء وكسر الليم وضم القاف من الولق والألق وهو الكذب .
قوله: ( وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم ) أي تقولون ما لا تعلمون .فأنتم تتحدثون بالإفك بألسنتكم دون أن تعلموا حقيقة ذلك ولا صحته ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) أي تحسبون ما تقولونه من الإفك أمرا يسيرا وسهلا وهو في الحقيقة عظيم الخطيئة والمأخذ .على أن خطيئة الإفك والتحدث بالبهتان فيما بينكم ،أمر عظيم الذنب .فكيف إن كان الافتراء والائتفاك على بيت رسول الله ( ص ) وأهله .لا جرم أن يكون ذلك أشد فداحة ونكرا ،وأعظم خطيئة ووزرا .وفي الصحيحين عن رسول الله ( ص ):"وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد ما بين السماء والأرض ".