{وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ في الدُّنْيَا والآخرة} في ما يمهلكم فيه ،ويمهده لكم من أسباب الوعي ،ووسائل التثبيت والتأييد ،وفي ما يفتحه لكم من أبواب التوبة ،ويحققه من ألطاف العفو والرحمة ،لما يعلم وجوده فيكم من رواسب جاهلية ،تجعلكم في غفلةٍ عميقة متحركة في أكثر من مجال عاطفيّ ،بحيث تبتعدون بشكلٍ سريعٍ عن الله وعن تعاليمه ،فتستسلمون لشهواتكم ..وهكذا أراد لكم الانفتاح عليه في كل مرة ترغبون فيها العودة إلى صراطه المستقيم من خلال التوبة والإنابة وتصحيح المسار ..ولولا هذا اللطف الإلهي في رعايتكم بالفضل والرحمة{لَمَسَّكُمْ في مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ} وخضتم فيه من الكلام اللاّمسؤول الذي يسيء إلى براءة الإنسان ،وإلى سلامة المجتمع واستقراره{عَذَابٌ عَظِيمٌ} ،لأن ذلك هو الجزاء الطبيعي للعمل السيئ ،في طبيعته ونتائجه كوسيلةٍ من وسائل الردع النفسي عن الاستمرار به في مواقع مماثلة .