قوله:{وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين} أي إن علم المنافقون أنه سيحكم لهم فإنهم يأتون إليه مبادرين منقادين .
وذلك هو ديدن المنافقين الذين في قلوبهم مرض والذين يعبدون الله على حرف من ضعاف الإيمان ؛فإنهم لا يستجيبون للحق حبا في جلال الله أو طمعا في مغفرته ورضوانه ؛بل إنهم طامعون في قضاء حوائجهم ومنافعهم .فحيثما كانت منافعهم ومصالحهم وحاجاتهم الخاصة بهم توجهوا مذعنين منقادين .وإن علموا أن الحكومة{[3280]} ليست لهم تولوا معرضين مستكبرين .وليس هذا شأن المؤمنين المتقين أولئك الذين يرتضون بحكم الله في المنشط والمكره ،وينقادون لأوامره في كل الأحوال راضين طائعين مخبتين .