/م46
ولتأكيد عبادة هذه المجموعة للدنيا وفضح شركهم ،تُضيف الآية ( وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ) وبكامل التسليم والخضوع .
والجدير بالذكر أن العبارة الأُولى تحدثت عن الدعوة إلى الله ورسوله( صلى الله عليه وآله وسلم ) .وأمّا العبارة التالية أي كلمة «ليحكم » فإنّها جاءت مفردة ،وهي تشير إلى تحكيم الرّسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) لوحده ؛وذلك لأنّ تحكيم الرّسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليس منفصلا عن تحكيم الله تعالى ،حيث أنّ كلا الحكمين في الحقيقة واحد .
كما يجب الانتباه إلى أنّ ضمير الهاء المتصلّة في «إليه » يعود إلى النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم )نفسه ،أو إلى تحكيمه .وكذلك لابدّ من الالتفات إلى أن الآية نسبت التخلُف عن هذا الحكم والإعراض عن تحكيم الرّسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى مجموعة من المنافقين فقط .ولعل ذلك لأن الفئات الأُخرى لم تكن بهذه الدرجة من الجرأة وعدم الحياء ،لأنّ للنفاق مراتب أيضاً كمراتب الأيمان المختلفة .
/خ50