قوله: ( أفي قلوبهم مرض ) الاستفهام للتوبيخ والتقريع .والمرض هنا بمعنى النفاق ؛أي هل في قلوب هؤلاء المستنكفين المعرضين عن حكم الله نفاق ؟.
قوله: ( أم ارتابوا ) أم أصابهم الشك فزال يقينهم برسول الله ( ص ) وبنبوته ( أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ) وذلك استفهام آخر يتضمن توبيخا شديدا لهؤلاء المستنكفين المنافقين ؛أي هل يخشون أن يجور النبي ( ص ) أو يظلم في قضائه وحكمه ؟فإنما يقضي النبي ( ص ) بين الناس بما أوحي إليه من ربه وذلكم العدل المطلق ،والحق الأبلج المستبين .
قوله: ( بل أولئك هم الظالمون ) ( بل ) إضراب عن تعلتهم الكاذبة بخوفهم أن يحيف الله عليهم ورسوله ؛فإن الله لا يظلم أحدا مثقال ذرة .ولكنهم هم أهل ظلم لأنفسهم .فهم متلبسون بالشرك والضلالة والباطل ،ضالعون في الخطيئة والمنكر واتباع الشهوات .
ويستفاد من هذه الآية وجوب إجابة الدعوى إلى الحاكم المؤمن ؛لأن الله تعالى ذم من دعي إلى رسوله ليحكم بينه وبين خصمه فلم يجب- بأقبح الذم ،ومن المعلوم في أصول الفقه أن حد الواجب ما ذم تاركه شرعا .
قال بن خويز منداد – من علماء المالكية-: واجب على كل من دعي إلى مجلس الحاكم أن يجيب ما لم يعلم أن الحاكم فاسق ،أو عداوة بين المدعي والمدعى عليه .