وقوله تعالى:{ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} أي في الحكم فيظلموا فيه .قال أبو السعود:إنكار واستقباح لإعراضهم المذكور .وبيان لمنشئه بعد استقصاء عدة من القبائح المحققة فيهم ،والمتوقعة منهم .وترديد المنشئية بينها .فمدار الاستفهام ليس نفس ما وليته الهمزة و( أم ) من الأمور الثلاثة ،بل هو منشئيتها له .كأنه قيل:أذلك ،أي إعراضهم المذكور ،لأنهم مرضى القلوب لكفرهم ونفاقهم ،أم لأنهم ارتابوا في أمر نبوته عليه السلام ،مع ظهور حقيقتها ؟ أم لأنهم يخافون الحيف ممن يستحيل عليه ذلك ؟ إشارة إلى استجماعهم تلك الأوصاف الذميمة ،التي كل واحد منها كفر ونفاق .ثم بين اتصافهم مع ذلك بالوصف الأسوأ وهو الظلم ،بقوله تعالى:{ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} أي الذين رسخ فيهم خلق الظلم لأنفسهم ولغيرهم .فالإضراب انتقالي والمعنى:دع هذا كله ،فإنهم هم الكاملون في الظلم ،الجامعون لتلك الأوصاف .