/م47
50 - أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ .
مرض: أي: فساد من أصل الفطرة يحملهم على الضلال .
ارتابوا: شكوا في نبوتك .
يحيف: يجور .
الظالمون: الذين يريدون ظلم الناس وجحد حقوقهم .
أي: أسبب إعراضهم عن المحاكمة إليه صلى الله عليه وآله وسلم أنهم مرضى القلوب بالكفر والنفاق ،أم سببه أنهم ارتابوا وشكوا في ثبوته صلى الله عليه وآله وسلم على ظهور أمرها ؟أم سببه أنهم يخافون أن يجور الله ورسوله عليهم في الحكم ؟
وخلاصة ذلك: لا يخرج أمرهم عن أن يكون في القلوب مرض لازم بالكفر والنفاق ،أو عروض شك في الدين ،أو خوف من أن يجور الله ورسوله عليهم ،وأيا كان الأمر فهو كفر وضلال ،والله عليم بما انطوت عليه قلوبهم من المرض .
ثم أبطل السببين الأولين وأثبت الثالث فقال:
بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .
أي: ليس العدول إلا للسبب الأول فحسب ،فهم ما عدلوا إلا لما في قلوبهم من المرض والنفاق ،وظلمهم لأنفسهم بمخالفة أمر ربهم ،ومعصيتهم له فيما أمرهم به من الرضا بحكم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أحبوا وكرهوا ،والتسليم لقضائه .