قوله: ( فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا ) أمرهما ربهما أن يذهبا إلى فرعون وقومه من القبط لتبليغهم رسالة الحق ،ولتحذير فرعون من سوء صنيعه في قومه ؛إذ أذلهم إذلالا ،وعبّد بني إسرائيل شر تعبيد فذبّح أبناءهم واستحيى نساءهم .وأعتى من ذلك وأفظع دعواه الألوهية لنفسه .وذلك طغيان شنيع ليس بعده طغيان .
أما موسى وأخوه هارون فقد بادروا الذهاب إلى فرعون وملئه دون تردد أو إبطاء فأبلغاهم دعوة الله ناصحين محذرين .لكن القوم كذبوا واستكبروا وعتا فرعون عتوا كبيرا فأخذهم الله بالعذاب المهين وهو قوله: ( فدمرناهم تدميرا ) أي أهلكهم الله شر إهلاك ؛إذ أغرقهم في البحر إغراقا .