لكن الله المنتقم الجبار كان لهؤلاء المتواطئين المجرمين بالمرصاد ليرد كيدهم في نحورهم ،ويدفع عن نبيه الكريم شرهم ومكرهم .وهو قوله:{وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} .المكر ،يعني الاحتيال والخديعة .فهو ماكر ومكار .ومكر الله معناه مجازاته على المكر ؛فهو يجازي السيئة بالعقاب .وذلك مكره{[3447]} فقد أخذهم الله بالعذاب ودمّر عليهم تدميرا{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} أي استدرجهم الله استدراجا ثم أخذهم على غره وهم لا يعلمون بمكر الله بهم .وذلك جزاء تمالئهم على نبيه وائتمارهم به ليقتلوه ليلا .قال ابن عباس: أرسل الله تعالى الملائكة تلك الليلة فامتلأت بهم دار صالح .فأتى التسعة دار صالح شاهرين سيوفهم فقتلهم الملائكة رضخا بالحجارة فيرون الحجارة ولا يرون من يرميها .وقيل: اختفوا في غار قريب من دار صالح ،فانحدرت عليهم صخرة شدختهم جميعا .فهذا ما كان من مكرهم ،ومكر الله مجازاتهم على ذلك .