يقولون لولي دمه من أهل وعشيرة ، ويدعون أنهم صادقون ، وإنهم لكاذبون وهم بذلك يدبرون جريمة ، ولكن الله رادّ كيدهم في نحرهم ، وهو محيط بهم ، ولذلك قال تعالى:
{ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( 50 )} .
دبروا هذا التدبير الآثم وسماه الله تعالى مكرا ، وقد أحكموا التدبير ، وأحاطوه بما يضمن التنفيذ بإحكام ، ولذا أكدوه بالمفعول المطلق مكرا ، والله من ورائهم محيط ، ولذا دبر لعبده ، وسمى تدبيره الحكيم مكرا من قبيل المشاكلة اللفظية ، ولأن المكر هو التدبير ، ويكون في الخير والوقاية من الشر ، كما يكون في تدبير السوء كما كان منهم ، ومكر الله تعالى لإحباط تدبيرهم الخبيث ، وهو القضاء على الفساد والمفسدين ، وهم لا يشعرون أن الله محبط عملهم ، ومبطل تدبيرهم وذلك بالقضاء عليهم قبل أن ينفذوا .