أصابتهم صيحة خربت ديارهم ، وأفسدت تدبيرهم ، ولذا قال سبحانه:
{ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ( 51 )} .
الفاء للإفصاح ، أي إذا كان الله قد دبر لرسوله كما دبروا آثمين ، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم ، وأن ما أنزله الله تعالى من عذاب مدمر كان بسبب اعتزامهم قتل صالح وأهله ، وما كان الله تعالى ليذر رسوله نهبا لهم يغتالونه ، بل إنه سبحانه لهم بالمرصاد ، قتلهم قبل أن يقتلوه ، فجاءتهم الصيحة ، فأصبحوا في دارهم جاثمين ،{ دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ} ، وصار الذين كانوا يهددون هم مساقط الأحجار ، وموطئ المارين .