سمَّى الله تآمرهم مكراً لأنه كان تدبير ضُرّ في خفاءٍ .وأكد مكرهم بالمفعول المطلق للدلالة على قوته في جنس المكر ،وتنوينه للتعظيم .
والمكر الذي أسند إلى اسم الجلالة مكر مجازي .استعير لفظ المكر لمبادرة الله إياهم باستئصالهم قبل أن يتمكنوا من تبييت صالح وأهله ،وتأخيره استئصالهم إلى الوقت الذي تآمروا فيه على قتل صالح لشَبَه فِعللِ الله ذلك بفعل الماكر في تأجيل فعل إلى وقت الحاجة ،مع عدم إشعار من يُفعل به .
وأُكد مكر الله وعُظّم كما أكد مكرهم وعُظّم ،وذلك بما يناسب جنسه ،فإن عذاب الله لا يدانيه عذاب الناس فعظيمه أعظم من كل ما يقدره الناس .
والمراد بالمكر المسند إلى الجلالة هو ما دلت عليه جملة:{ إنا دمرناهم وقومهم أجمعين} الآية .
وفي قوله:{ وهم لا يشعرون} تأكيد لاستعارة المكر لتقدير الاستئصال فليس في ذلك ترشيحٌ للاستعارة ولا تجريد .