قوله:{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} جواب ،خبر كان .واسمها{إِلَّا أَن قَالُوا} أي إلا قولهم .والمعنى: لم يكن لدى قوم لوط من جواب لما نهاهم عنه لوط من فعل الخبائث وهو إتيان الذكران ،إلا أن قال بعضهم لبعض:{أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} لقد حرض بعضهم بعضا على إخراج آل لوط من قريتهم محتجين بأنهم أناس أطهار يتنزهون عن الفحش والقذر وهو إتيان الذكور .قالوا ذلك استهزاء وتهكما .وذلك هو خلق الفاسقين الفجار ،إذ يعيبون الصالحين الأبرار من أولي الطبائع السليمة ؛لكونهم أولي طهر وعفة واستبراء ،فبات الطهر والفضيلة والحياء في تصور هؤلاء المسفين عيبا ونكرا .لا جرم أن قوم لوط أشقياء مقبوحون وهم أولوا طبائع سقيمة ،خالطها الإسفاف والالتواء والشذوذ فكانوا مثار استهجان واستقذار كلما ذكرتهم الأجيال والأمم عبر تاريخهم المتعاقب الطويل .