{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُواْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} فهذا هو الردّ على دعوة لوط للتفكير في المسألة ،والحوار حولها ،والابتعاد عنها ،لأنهم لا يملكون عمق الفكرة التي تفرض القناعة ،بل كل ما عندهم ،هو الانفعال بالمزاج الذي يمنعهم من التجاوب معه في رفض ذلك ،ما يجعلهم في موقف الضعف الفكري الذي يتحول إلى عنفٍ عمليّ .وهكذا كان النداء الذي انطلق من كل واحد منهم ليتجاوب في نداء الجميع ،بالمطالبة بإخراج لوط وأهله من القرية ،لأنهم يعيشون طهارة الغريزة في حركة العلاقات الجنسية ،فلا يسمحون بها إلا في الدائرة الطبيعية في نطاق العلاقات الزوجية ،في ما توحي به الكلمة من اعتبار الطهارة في العلاقة ،من حيث طبيعتها وشرعيتها ،هي الأساس في طهارة الفعل ،فليس الجنس قذارةً في مفهوم الرسالة بل طريقة ممارسته في دائرة الانحراف .