قوله:{فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا}{أَن} مخففة من الثقيلة .وتقديره: أنه بورك{[3421]} أي لما جاء موسى النار التي أبصرها ،وكان يظن أنها نارا كالنار المعروفة ،وقف بجانبها مشدوها مبهورا وهو ينظر إلى عظمتها وشدة اضطرامها وعجيب اشتعالها وتوقدها ،ثم ناداه الله بأنه بورك أي تقدس وتعظم{مَن فِي النَّارِ} أي موسى نفسه{وَمَنْ حَوْلَهَا} أي الملائكة .والمعنى: بورك فيك يا موسى وفي الملائكة الذين من حول النار .وهذه تحية من الله سبحانه لموسى وتكريم له .وقيل: المراد بمن في النار ،الله جل جلاله ،فقد عنى بنفسه ؛أي تقدس من في النار وهو الله .وعلى هذا يكون المراد بالنار نور الله .
قوله:{وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ذلك تقديس لله وتنزيه له عن النقائص والعيوب ؛فهو سبحانه الرب المتعالي ذو الملكوت والجبروت .