قوله:{فلمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} لما أتى موسى النار التي أبصرها نودي من الجانب الذي عن يمينه ؛أي عن يمين موسى لدى مسيره ،وقيل: الأيمن ،من اليمين وهو البركة ،ضد الأشأم .
والشاطئ صفة الوادي والنهر ،أي حافته ،وكذلك الشط والساحل بمعنى{[3499]} .لقد جاء النداء من جانب الوادي مما يلي الجبل عن يمين موسى{فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ} أي في القطعة من الأرض التي خصت بالبركة ،لما جعل الله فيا من الآيات .
قوله:{مِنَ الشَّجَرَةِ}{الشَّجَرَةِ} ،بدل اشتمال من شاطئ .فالشاطئ كان مشتملا على الشجرة ؛لأنها كانت نابتة فيه .
قوله:{أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}{أن} ،مخففة من الثقيلة .والأصل بأنه يا موسى .وقيل:{أن} تفسيرية ؛فقد ناداه الله النداء الكريم المبارك المجلجل{إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} أي اعلم أني مالك كل شيء ،وبيدي مقاليد السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن .لقد سمع موسى ذلك من الله مباشرة من غير توسيط ملك أو غيره .فصار بذلك كليما ؛إذ كلمه ربه تكليما ،تكريما له وتعظيما ؛ولا حاجة بعد ذلك إلى التكلف في تأويل المراد بالكلام أو النداء الذي سمعه موسى .وما ينبغي في مثل ذلك إلا الركون إلا ظاهر العبارة القرآنية وكفى{[3500]} .