قوله:{وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا}{أَفْصَحُ} ،من الفصاحة .وهي لغة: تعني الخلوص .ومنه فصح اللبن فهو يفصح وفصح ،أي خلص من الرغوة .وأما في اصطلاح أهل البيان: فهو خلوص الكلمة من تنافر الحروف وخلوص الكلام من ضعف التأليف ومن التعقيد .و{لِسَانًا}: تمييز منصوب{[3501]} ؛فقد سأل موسى ربه أن يرسل معه أخاه هارون ،لكونه أفصح منه لسانا ؛إذ كان في لسانه لثغة بسبب ما كان من الجمرة التي وضعها موسى في فمه فكان لا يحسن الكلام ،أما أخوه هارون كان أوضح نطقا وأفصح لسانا .
قوله:{فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ}{رِدْءًا} ،منصوب على الحال .والردء معناه العون ؛ردأته على عدوه: أي أعنته عليه .ردأت الحائط: أي دعمته بخشبة كيلا يسقط{[3502]} .
لقد سأل موسى ربه أن يرسل معه أخاه هارون معينا ومعززا يتقوّى به على إبلاغ القوى دعوة الله ،فيؤيده ويصدقه فيما يقوله لهم .وكان موسى يخشى أن يكذبه فرعون وقومه ؛لضعف نطقه الذي لا يطاوعه عند الحاجة .