{ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا} أي فيكون أحسن بيانا .ولا يحتمل ذلك ما لم يكلف بمثل ما كلفت به{ فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} أي معينا{ يُصَدِّقُنِي} أي لنشاط قلبي{ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ} أي يتفقوا على تكذيبي المؤدي إلى أنواع الأذيات .
قال الزمخشري:فإن قلت:تصديق أخيه ،ما الفائدة فيه ؟ قلت:ليس الغرض بتصديقه أن يقول له:صدقت ،أو يقول للناس:صدق موسى ،وإنما هو أن يلخص بلسانه الحق ويبسط القول فيه ويجادل به الكفار ،كما يفعل الرجل المنطيق ذو العارضة .فذلك جار مجرى التصديق المفيد ،كما يصدق القول بالبرهان .ألا ترى إلى قوله:{ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ} وفضل الفصاحة إنما يحتاج إليه لذلك .لا لقوله صدقت .فإن سحبان وباقلا يستويان فيه .أو يصل جناح كلامه ببيان حتى يصدقه الذي يخاف تكذيبه .فأسند التصديق إلى هارون لأنه السبب فيه ،إسنادا مجازيا .انتهى .