قوله:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا} أي كم من قرية أهلكناها أبطرتها معيشتها فأشرت{[3515]} وطغت وجحدت ما أنعم الله لهم من سوء عاقبة قوم كانوا في مثل حالهم من إنعام الله عليهم بالرقود في ظلال الأمن والنعمة وطيب العيش لكنهم غمطوا النعمة وقابلوها بالبطر ،والجحود فدمر الله عليهم وأهلكهم .
قوله:{فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلا} أي تلك بيوت القوم الذين أهلكناهم بكفرهم وذنوبهم ،لم تُسكن من بعدهم إلا قليلا .فقد خربت من بعدهم ولم يُعمر منها إلا أقلها وأكثرها خراب ،وعلى هذا فالاستثناء يرجع إلى المساكن ؛أي بعض مساكن الهالكين يسكن وأكثرها خراب .
وقيل: الاستثناء يرجع إلى السكان ،فالمعنى: فتلك مساكنهم لم يسكنها إلا المسافرون أو مارّ الطريق يوما أو ساعة .أي لم تسكن من بعدهم إلا سكونا قليلا .وهو قول ابن عباس .
قوله:{وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} أي لم يكن لمساكنهم وبيوتهم التي أتى عليها الخراب والدمار وارث ،بل عادت وليس لها من مالك سوى الله الذي له ميراث كل شيء{[3516]} .