قوله تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 12 ) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} .
هذا إخبار من الله عن فريق من المشركين السخفاء الذين غلبت عليهم الشقوة وأعماهم الضلال والسفه فراحوا يتصدون للمؤمنين بما يغويهم مما اصطنعوه من سقيم الحجة ومكذوب النطق قائلين لهم في عماية وسفاهة واستخفاف{اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم} أي اتبعوا ديننا واجتنبوا دينكم ،دين التوحيد ،وكونوا على مثل ما نحن عليه من إنكار البعث بعد الممات{ولنحمل خطاياكم} وتقديره: ولنحمل خطاياكم عنكم{[3545]} أي إن اتبعتم ديننا فإننا نتحمل ما عليكم من آثام وخطايا .أو إن كانت لكم آثام وذنوب في ترك دينكم فهي علينا وفي رقابنا .
قوله:{وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون} لقد كانوا في قيلهم ذلك للمؤمنين .فإنهم خير حاملين من آثامهم شيئا ؛فإن أحدا لا يحمل وزر أحد ،وإنما هم كاذبون فيما قالوه لهم وما وعدوهم به من حمل الخطايا .