قوله:{وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ} لما جاءت رسل الله من الملائكة نبي الله لوطا ساءه مجيئهم إليه لسوء ظنه بقومه الخبثاء الأشقياء{وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} أي ضاق صدره بهم مخافة عليهم مما يعلمه من خبث قومه وسوء فعلهم .
قوله:{وَقَالُوا لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ} قالت رسل الله لنبي الله لوط لما رأوا حزنه وضيقه وابتئاسه من جيئتهم: لا تخف علينا ولا تحزن من وصول قومك إلينا{إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ} الكاف في قوله:{مُنَجُّوكَ} في موضع جر بالإضافة .و{أَهْلَكَ}: منصوب بفعل مقدر ،وتقديره: وننجي أهلك{[3558]} ؛أي أننا منجوك يا لوط من الهلاك النازل بقومك ومنجو أهلك الذين آمنوا معك{إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} أي من الباقين الذين يأتي عليهم الهلاك ؛لأنها كانت تدل قومها المجرمين على ضيوفه لوط فيقصدونه .فبالدلالة صارت واحدة منهم .