قوله تعالى:{وَعَادًا وَثَمُودَا وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِِِِرِينَ} .
{عَادًا وَثَمُودَا} ،منصوب من ثلاثة أوجه .الأول: أن يكون معطوفا على الهاء والميم في قوله:{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} .
الثاني: أن يكون منصوبا بالعطف على{الذين} في قوله:{ولقد فتناّ الذين من قبلهم} .
الثالث: أن يكون منصوبا بفعل مقدر ،وتقديره: وأهلكنا عادا وثمود{[3563]} وقيل: بفعل تقديره اذكر .فيكون المعنى: واذكروا قوم عاد وقوم ثمود ؛إذ أرسلنا إليهم هودا وصالحا فكذبوهما فأهلكنا عادا بالريح ،وأهلكنا ثمود بالصيحة{وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ} أي تبين لكم من خراب مساكنكم وخوائها منهم ،ما أنزلناه بساحتهم من الهلاك .
قوله:{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} أي سوّل لهم الشيطان بوساوسه الخفية الشريرة كفرهم بالله وتكذيبهم لرسله{فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} أي أضلهم وردهم عن طريق الله ومنهجه القويم الحكيم ،بتزيينه لهم الكفر والباطل .
قوله:{وَكَانُوا مُسْتَبْصِِِِرِينَ} أي كانوا عقلاء متمكنين من النظر والتفكير .أو كانوا يعرفون الحق من الباطل لوقوفهم على الأدلة والبراهين لكنهم لجوا في الضلالة والتمرد{[3564]} .