{وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ} كيف أوقعنا الهلاك بهم فبادوا .
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} في ما أثاره في عقولهم من تحسين القبيح وتقبيح الحسن ،فلم يملكوا توازن النظرة إلى الأشياء ،وخيّل إليهم أن القوّة تعني الحق ،وأن الضعف يعني الباطل ،وأن مواقع القوّة البدنية والاقتصادية تمنح الأقوياء الحق في السيطرة على الضعفاء ،والاستكبار على الرسالة وأصحابها .وهكذا ابتعد بهم الشيطان في وسوسته وتثبيطه وكيده ومكره وحبائله ،عن الله وعن رسله ،في ما دعوا إليه ،وفي ما جاهدوا من أجله ،{فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} المستقيم الذي ينطلق من الله في عمق الفطرة وصفاء الروح{وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ} قبل ذلك ،في ما كانوا يعيشونه من وحدانية الله وعبادته .