قوله:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} ذلك وعد من الله للمؤمنين الذين أطاعوه في حياتهم الدنيا وصبروا على أذى الكافرين وظلمهم وثبتوا على الحق في ساعات الشدائد والفتن ،بأن لهم من الله المنازل الكريمة في الجنة جزاء طاعتهم وصبرهم .وهو قوله في المؤمنين العاملين الصالحات:{لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}{غُرَفًا: منصوب على أنه مفعول ثان للفعل نبوءنهم ؛لأنه يتعدى إلى مفعولين{[3578]} والمراد بالغرف: العلالي ؛وهي المنازل الرفيعة المشرفة التي تحف بها البساتين الوارفة التي تتفجر منها الأنهار المنسابة العذبة مما يزيد في استمتاع المحظوظين بالجنة وابتهاجهم .وهم فيها ماكثون دائمون لا يحيدون عنها ،ولا يجدون عنها حولا{نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} نعمت هذه المساكن العالية جزاء لهم على أعمالهم في الدنيا .