أما قوله ( الصابرين ) من الصبر ،وهو حبس النفس عن الجزع ،والمراد بالصابرين في الآية الذين صبروا في البأساء والضراء وحين البأس ،أو الذين صبروا عن المعاصي والشهوات وصبروا على طاعة الله تعالى .
وقوله: ( والصادقين ) الذين يصدقون مع الله في نياتهم وأقوالهم سرا وعلانية ،وقبل غير ذلك .
وقوله: ( والقانتين ) يعني المطيعين .
وقوله: ( والمنفقين ) من الإنفاق ،وهو بذل المال ونحوه في وجه من وجوه الخير طلبا لمرضاه الله ،فهم المؤتون زكوات أموالهم وواضعوها على ما أمرهم الله وبإتيانها ،والمنفقون في أموالهم في الوجوه التي أذن الله لهم جل ثناؤه بإنفاقها فيها{[424]} .
وقوله: ( والمستغفرين بالأسحار ) الأسحار ،جمع ومفرده سحر ،وهو آخر الليل قبيل الفجر ،والمستغفر ،من الغفر وهو التغطية .استغفر الله لذنبه أي طلب منه أن يستر ذنبه ويغطيه ،وتخصيص هذا الوقت للاستغفار ؛لما فيه من قرب الإجابة من الله ؛لما في خصوص هذا الوقت من امتحان للنفس إذ يشدها ثقل الكرى دون النهوض للصلاة في همة ونشاط ،فضلا عما يغشى النفس في هذه الساعة الحانية الودود من تخشع وسكون ،وما يغمرها من لطائف الإيناس الرفيق إذ تستيقظ فيها الفطرة تماما لتكون عل غاية من البهجة والاستئناس والحبور .