قوله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 46 ) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} .
يبين الله بعضا من أدلته على وحدانيته ،وجلال شأنه وعظيم اقتداره .ومن جملة هذه الأدلة والعلامات إرساله الرياح{مُبَشِّرَاتٍ} أي تبشر بنزول الغيث والرحمة{وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ} أي ينعم عليكم بالرحمة وهي الخصب والسعة .وهذه رحمة من الله يمنُّ بها الله على العباد فيعمهم الخير والبحبوحة{وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ} أي تجري السفن في البحر بهبوب الرياح الدافعة لها بأمر الله .
على أن الرياح تظل سببا في حركة الوسائط النقلية جميعا سواء في الزمن الماضي ؛إذ كانت السفائن على ظهر الماء تندفع جارية بفعل الريح الدافعة .وهي في الزمن الراهن تؤثر في كل وسائل النقل البخارية والميكانيكية والكهربية .وذلك بما يتضمنه الهواء من مختلف المركبات والعناصر ،ومن بينها العنصر الأهم وهو الأوكسجين .
فإنه العامل الأساسي في استخراج الطاقة الحرارية وبقائها .وكل ذلك بأمر الله وتقديره وكماله سلطانه .
قوله:{وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ} أي تلتمسوا الأرزاق والمعايش بالتجارات وأنتم تجوبون البحار لتصلوا البلاد والأمصار .
قوله:{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} أي تشكرون الله على ما أنعم به عليكم فتفردونه بالعبادة والطاعة والإذعان .