{وَمِنْ آياتِهِ} في قدرته ونعمته ورحمته التي تدل على سرّ ربوبيته التي لا يساويه فيها أحد من كل خلقه ،سواءٌ هؤلاء الذين اتخذهم الكافرون شركاء أو الذين يوحون لأنفسهم أو للناس بذلك{أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّراَتٍ} بالمطر الذي يسقي الأرض والحيوان والإنسان والنبات ،فتدب الحياة في كل شيء من خلاله ،فيجمع للناس الحلم الهنيّ بالمطر من خلال هبوب الرياح الذي يوحي به ،والواقع المهتز بالريّ والخضرة والحياة .
{وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ} في ما تنتفعون به في غذائكم من خلال ما تنبته الأرض من نبات ،وما تختزنه الينابيع المتفجرة من مياه ،وما يترتب على هبوب الرياح من تلقيح الأشجار ودفع العفونات وتنقية الأجواء وغير ذلك .
{وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ} عندما يتجمع الماء في البحار والأنهار ،فتسير السفن تبعاً للقوانين التي أودعها الله في الكون في انسجامها مع حركة الماء والريح ،{وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ} في ما تتطلبونهمن خلالهمن رزقه{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الله على هذه النعم العظيمة التي ترتكز عليها حياتكم في استمرار الوجود وفي حركته ،وذلك بالكلمة التي توحي بالاعتراف بنعمة الله والثناء عليه ،وبالممارسة التي تسخّر عطايا الله لما أراده من طاعته .