قوله تعالى:{لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلاَ أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} .
لما نزلت آية الحجاب قال الآباء والأقارب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ونحن أيضا نكلمهن من وراء حجاب ؟فنزلت هذه الآية .أي لا إثم ولا حرج على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في المذكورين في الآية وهم الآباء والأبناء وأبناؤهم والنساء المؤمنات وما ملكت أيمانهن .
واختلف العلماء في الذي نفى عنه الجناح .فقد قيل: الجلابيب أي لا حرج على الناس أن يضعن جلابيبهن عند هؤلاء المذكورين في الآية .
وقيل: الاحتجاب ،فقد رخَّص لهن أن لا يحتجبن ،وهذا هو الأولى بالصواب ؛لأن هذه الآية عقيب آية الحجاب ؛فيكون المعنى لا إثم على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين في إذنهن للمذكورين في الآية وترك الحجاب عندهم .
أما لِمَ لَمْ يذكر في الآية العم والخال ،فسببه أنهما يقومان مقام الأبوين وقد جاءت تسمية العم أبا ؛إذْ قال الله سبحانه:{وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} وعلوم أن إسماعيل عم يعقوب .وقيل: كره الاحتجاب عنهما ؛لأنهما يصفانها لأبنائهما ،وأبناؤهما غير محارم .
قوله:{وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} بعد أن رخّص الله للنساء في رفع الحجاب عند الرجال المحارم أمرهن بالتقوى ليخفن الله فلا يتجاوزن ما حدّه لهن ،ولا يتركن الاحتجاب عن الأجانب من الرجال ،وعليهن أن يطعن الله ،ويلتزمن أوامره وشرعه ؛فإنه سبحانه رقيب شهيد مطلع على السر والعلن ولا تخفى عليه الخوافي{[3770]}