قوله:{أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} يتساءل الكافرون في سخرية وتكذيب: هذا الذي يعدنا بالبعث بعد الموت والتقطع في الأرض والبلى ،افترى هذا القول من عنده فاختلق على الله الكذب أم أنه مجنون فيتكلم .بما لا يعلم .هكذا يقول الكافرون الخاسرون وهم موقنون في قرارة أنفسهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم ما كذب البتة بل كان اسمه فيهم الصادق الأمين ،وذلكم عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم الأشد ،والمبغض الألدّ لدين الله ،أبو جهل ؛إذ أنطقته سجية العرب فقال لأحد المشركين: ويحك والله إن محمدا لصادق وما كذب محمد قط ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا .
قوله:{بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ} ذلك ردٌّ لمقالة المكذبين الخاسرين ودحض لما ذهبوا إليه من تكذيب بالساعة واستسخار برسول الله صلى الله عليه وسلم .فيبين الله للناس أن محمدا صلى الله عليه وسلم صادق ورشيد ومؤتمن وأن المكذبين بالآخرة{فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ} أي صائرون إلى العذاب في جهنم وهم اليوم تائهون عن الحق سادرون في الجهالة والغي والبعد عن الصواب{[3785]}