قوله تعالى:{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا ( 42 ) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا} .
قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ،كان قد بَلَغَ المشركين العرب أن أهل الكتاب كذبوا أنبياءهم ولعنوا من كذَّب منهم نبيه وأقسموا بالله أشد الأيمان{لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأمَمِ} أي لئن بعث الله إليهم رسولا مبلِّغا وهاديا ليكونن أكثر إيمانا به وأعظم قبولا لدين الله من سائر الأمم الذين أرسل الله إليهم رسله .
قوله:{فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا} النفور ،معناه الإعراض والصدّ{[3880]} يعني لما جاءهم رسول من عند الله يبلغهم رسالة ربه ويدعوهم إلى توحيد الله وإفراده بالإلهية والتحرر كليّا من أوضار وضلالات الجاهلية ،ولّوْا مدبرين معرضين وما زادتهم دعوته إلا بعدا عن الحق ومجانبة لصراط الله القويم{اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ} .