قوله:{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ}{القمر} منصوب على الاشتغال .وذلك بفعل يفسره قوله:{قَدَّرْنَاهُ} و{مَنَازِلَ} منصوب على أنه مفعول ثان لقدرناه ،بمعنى صيرناه .وقيل: منصوب على الحال{[3906]} أي صيرنا القمر ذا منازل .ومنازله ثمانية وعشرون منزلا .ينزل القمر كل ليلة في واحد منها لا يتجاوزه ولا يتقاصر عنه على تقدير مستوٍ ليس فيه تفاوت .فإذا كان في آخر منازله دقَّ واستقوس واصفرَّ .ولذلك شبهه بالعرجون القديم وهو قوله:{حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} ذلك أنه يطلع القمر في أول ليلة من الشهر ،ضئيلا قليل النور ثم يأخذ نوره في الازدياد حتى يتكامل في الليلة الرابعة عشرة ثم يأخذ في النقص إلى آخر الشهر حتى يصير{كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} والعرجون عود الشمراخ أو العذق وهو القنو من النخلة ،والعنقود من العنب .والمراد به هنا العِذق إذا يبس واعوجّ .وهو من الانعراج ،أي الانعطاف{[3907]} قال ابن عباس: العرجون القديم ،أصل العنقود من الرطب إذا عتق ويبس وانحنى .وقد شبه به القمر في ثلاثة أشياء وهي: دقته ،واستقواسه ،واصفراره .