قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ( 77 ) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ( 78 ) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ( 79 ) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} .
جاء أبيّ بن خلف وفي يده عظم رميم وهو يفُتّهُ ويذروه في الهواء ويقول: يا محمد أترى الله يحيي هذا بعد ما رمّ ؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم ويبعثك ويدخلك جهنم "فنزلت الآية{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} أي من ماء قليل مستقذر خارج من الإحليل وهو قناة النجاسة{فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} أي فإذا هو ظاهر الخصومة بالرغم من مهانة أصله وقذارة أوله ،ويجترئ على الجحود وإنكار البعث وإحياء الموتى بعد أن صاروا رفاتا ،وقد أتى عليهم البلى وهو قوله:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ} .