قوله:{فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} يُنزّه الله نفسه عن سائر العيوب والنقائص فله وحده الكمال وبالغ الجلال .وهو الخلاق المقتدر العليم{بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ}{مَلَكُوتُ} بمعنى ملك ،وزيادة الواو والتاء للمبالغة .مثل رحمة ورحموت ،ورهبة ورهبوت ،وجبر وجبروت ؛فالملك والملكوت واحد في المعنى ؛أي أن الله مالك كل شيء وبيده مقاليد السماوات والأرض .وما من شيء في الكون إلا وهو مملوك لله ،مندرج في ملكوته وتحت قهره وسلطانه .
قوله:{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} كل شيء هالك إلى الله الواحد القهار .والناس حين تقوم الساعة صائرون إلى البعث والحشر من بعد ممات فهم جميعا عائدون إلى الله لملاقاة الحساب والجزاء ،وحينئذ ينجو المؤمنون المصدقون ،ويبوء المكذبون الجاحدون بالوبال والخسران{[3931]} .