/م77
المفردات:
ملكوت: مبالغة في الملك ،كالرحموت في الرحمة ،والرهبوت في الرهبة ،ومعناه الملك التام .
التفسير:
83-{فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون} .
بهذا الختام القويّ الرهيب تختم سورة يس .
أي: فتنزه الله عن النقائص ،وتنزه عن العجز ،ووجب له كل كمال ،كما وجب تنزهه عن كل نقص ،وبيده ملك كل شيء ،وبيده مقاليد السماوات والأرض ،وكل شيء في هذا الوجود في قبضته وملكه ،وخاضع لمشيئته ،فلا يعجز عن شيء ،وهو القدير على كل شيء ،وإليه ترجع الخلائق أجمعون فيحاسبهم ويجازيهم بما يستحقون .
قال تعالى:{تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير} . [ الملك: 1]
وقال سبحانه وتعالى:{قل من بيده ملكوت كل شيء ...} [ المؤمنون: 88] .
ويترنم بعض الدّعاة بهذا النظم:
والكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيرا لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى يا شافي الأمراض من أرداكا
قل للمريض نجا وعوفى بعد ما عجرت فنون الطب من عافاكا
قل للبصير وكان يحذر حفرة فهوى بها من ذا الذي أرداكا
بل سائل الأعمى يمرّ في وسط الزحام بلا اصطدام من ذا يقود خطاكا
قل للجنين يعيش معزولا بلا راع ولا مرعى من ذا الذي يرعاكا
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهدا وقل للشهد من حلاكا
الله في كل الحقائق ماثل إن لم تكن لتراه فهو يراكا
والحمد لله رب العالمين ،اللهم لك الحمد ،حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه ،كما ترضى ربنا وتحب ، اللهم لك الحمد ،ولك الشكر ،ولك النعمة ،ولك الفضل ،ولك الثناء الحسن الجميل ،سبحانك لا نحصي ثناء عليك ،أنت كما أثنيت على نفسك ،سبحانك أنت الأول فليس قبلك شيء ،وأنت الآخر فليس بعدك شيء ،وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،وأنت الباطن فليس دونك شيء .
{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} [ الحديد: 3]