{وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ} بارك الله على إبراهيم وعلى ولده إسحاق بالذكر الحسن وجميل الثناء .وقيل: بارك الله على إبراهيم بكثرة الذرية والولد ،وعلى إسحاق ؛إذ أخرج أنبياء بني إسرائيل من صلبه .
قوله:{وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ} المراد بالمحسن: المؤمن المطيع لله .والظالم لنفسه المبين الذي استبدل الكفر بالإيمان فكان من الخاسرين .والمعنى: أن من ذرية إبراهيم وإسحاق مؤمنين ومجرمين .أما المؤمنون: فهم الذين آمنوا بالله وكتبه ورسله ولم يُفرّقوا بين أحد من رسله بل صدّقوا النبيين المرسلين أجمعين .وأما المجرمون: فهم الفاسقون عن أمر الله ،المخالفون لشرعه ،المشاقّون لمنهج الله ؛فإنهم لا تنفعهم صلة النسب والقربى بالنبيين .فالمكذّبون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب ،المحادّون لشريعة الإسلام ،الخائنون لعقيدة التوحيد وللمسلمين ،أولئك لا يجديهم أنهم من نسْل إسحاق ويعقوب وداود وسليمان ؛بل إنهم من الضالين الخاسرين الذين يصلون جهنم مذمومين مدحورين{[3974]}