قوله:{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} قائل ذلك هو المجيب وهو المنادي في الأظهر .وذلك نداء رعيب ومزلزل من الواحد القهار يعلن فيه للخلائق أن كل نفس إما تُجزى بما عملت من خير وشر وأنه{لا ظُلْمَ اليَوْمَ} ليس من ظلم البتة .ولا يحيق بأحد جور فما الله بظلام للعبيد .
قوله:{إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} الله سبحانه يقضي بين العباد في الآخرة سريعا وهو يحاسب الخلق كلهم في وقت واحد من غير إبطاء في ذلك ولا إنظار ؛إذ لا يشغله حساب عن حساب .وهو سبحانه لا يحتاج إلى تفكُّر في القضاء بين الخلْق أو تدبُّر كالذي يحتاج إليه القضاء من العباد .بل الله خبير مقتدر لا يعزّ عليه فعل ما يشاء وهو أسرع الحاسبين .