قوله:{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ}{يَومَ} مفعول به ،أو ظرف .و{الْآَزِفَةِ} بمعنى القريبة من أزف الشيء أي قرب{[4012]}والمراد بالآزفة: القيامة ،سميت بذلك لقربها .وأزفت الآزفة أي قربت الساعة .وقيل: المراد بالآزفة يوم حضور الموت .والمعنى الأول أظهر وأولى بالصواب .وحين تقوم الساعة تضطرب القلوب وتذل النواصي ويشيب من فرط الهول الولدان .
ويأتي وصف الرحمن للساعة على أكمل وأروع ما يكون عليه البيان المؤثر النافذ إلى أعماق القلوب وذلك في قوله:{إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ}{كَاظِمِينَ} ،منصوب على الحال ؛أي مغمومين مكروبين ممتلئين غمّا .والمعنى: أن قلوب الظالمين الخاسرين يوم القيامة تزول عن مواضعها من شدة الخوف ومن فظاعة المشهد المرعب حتى تصير إلى الحناجر .ومفردها حنجرة .وقيل: إن ذلك إخبار عن فظاعة الخوف ونهاية الشدة والذعر .
قوله:{مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ} الحميم ،القريب المحب أي ليس للخاسرين يوم القيامة حيث الفزع والإياس واشتداد الهول ،من قريب مشفق محب ينفعهم ،ولا ذو شفاعة يطاع في شفاعته لهم .