يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ} أي:يوم القيامة التي قد أزفت وقربت، وآن الوصول إلى أهوالها وقلاقلها وزلازلها،{ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} أي:قد ارتفعت وبقيت أفئدتهم هواء، ووصلت القلوب من الروع والكرب إلى الحناجر، شاخصة أبصارهم.{ كَاظِمِينَ} لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا وكاظمين على ما في قلوبهم من الروع الشديد والمزعجات الهائلة.
{ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ} أي:قريب ولا صاحب،{ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} لأن الشفعاء لا يشفعون في الظالم نفسه بالشرك، ولو قدرت شفاعتهم، فالله تعالى لا يرضى شفاعتهم، فلا يقبلها.