{يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ} حال من ضمير{لكم} وفي ذلك ينبههم الرجل المؤمن إلى أنهم في زمامهم أولو مُلك ومنعة وشوكة{ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ} يعني أولي بأس وقوة في أرض مصر ،عالين فيها على بني إسرائيل .أي لكم ملك مصر وقد علوتم الناس وقهرتموهم فلا تفسدوا أمركم على أنفسكم ولا تتعرضوا لعذاب الله وشديد بأسه وانتقامه .وهو قوله:{فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا} يحذِّرُ قومه بأس الله وأليم عقابه وانتقامه فإنه إن نزل بهم فلا طاقة لهم بدفعه أو احتماله وليس لهم من أحد يغنيهم أو يمنعهم من البلاء إن حاق بهم .لكن فرعون ذو طبع غليظ كزٍّ ،وقلب شديد القسوة بور ،لا يصيخ لموعظة ولا يرق لعبرة أو نصح .بل ظل موغلا في الجحود والتكذيب والصدِّ عن دين الله بالقهر والتجبر فقال:{مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ} يعني ما أشير عليكم بما أراه وهو قتل موسى ولا أستصوب غير قتله .وما تقولونه أنتم خلاف ذلك فهو غير سديد{وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ} يعني ما أدلكم برأيي هذا إلا سبيل الصواب والسداد{[4016]} .