قوله:{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا} الرواسي ،الجبال الثوابت الرواسخ ،واحدتها راسية .رسا الشيء أي ثبت{[4047]} وقد ذكر أنه لما خلق الله الأرض مادت واضطربت لخفتها في هذا الفضاء الهائل الشاسع فأرساها الله أي رسّخها وثبتها بالجبال الثقال .
قوله:{وَبَارَكَ فِيهَا} أي بارك الله في هذه الأرض ؛إذ جعلها دائمة الخير والمنافع لأهلها فقد أخرج منها الماء وأنبت فيها الشجر وجعل فيها الهواء والغذاء وكل أسباب العيش والاستقرار .
قوله:{وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} أقواتها تعني أرزاق العباد ومعاشهم وما يصلحهم ،وما يقتضيه ذلك من الأمطار والأنهار وصلوح الأرض للسعي والزرع ،والمراد بأربعة أيام: أي اليومين الأولين المذكورين وبذلك بارك في الأرض وقدّر فيها أقواتها من الأرزاق والخيرات والمعايش في تتمة أربعة أيام .قال القرطبي مثالا على ذلك: ومثاله ،قول القائل: خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام ،وإلى الكوفة في خمسة عشرة يوما .أي في تتمة خمسة عشرة يوما .
قوله:{سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}{سواء} منصوب على لمصدر بمعنى استواء وتقديره: استوت استواءً ،ويقرأ مرفوعا ،على أنه خبر لمبتدأ محذوف وتقديره: هي سواءٌ .والقراءة المشهورة هي النصب .{[4048]}
والمعنى: في أربعة أيام مستوية تامة .وقيل: قدّر أقواتها سواء للمحتاجين .وقيل: خلق الأرض وما فيها لمن سأل ولمن لم يسأل .