قوله:{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} أما ،حرف معناه التفصيل وفيه معنى الشرط{[4052]} فلقد هدى الله ثمود ؛إذ بيَّن لهم الهداية والضلالة ،وذكر لهم الحق والصواب وحذرهم الشرك والباطل{فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} يراد بالعمى الكفر ،وبالهدى الإيمان ،فقد اختارت ثمود بضلالها وظلمها الكفر والمضي في طريق الشيطان حيث العصيان والشر ،وتنكبوا عن طريق الرحمن حيث السداد والرشاد والتوحيد{فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ}{الهون} بضم الهاء ،يعني الهوان أو المهانة ،أي أخذهم الله بالعذاب المهين فأهلكهم إهلاكا{بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} أي بسوء أفعالهم وجرائمهم من تكذيب نبيهم صالح وعقرهم الناقة التي جعلها الله لهم آية .