{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} أي لا ينفذُ إليه بطلان من نقص أو زيادة ،ولا تغيير أو تبديل ،ولا تحريف أو تزييف ؛فهو كتاب محفوظ بعناية الله ورعايته ،مصون من كل إساءة أو تلاعب أو تزوير بالرغم من تمالأ المشركين والمتربصين الذين يصلون الليل بالنهار وهم يأتمرون بالقرآن ليبدلوه تبديلا ،وينصبون له المؤامرات والمكائد ليغيروه تغييرا أو ليغيروا من حقيقة معانيه ومقاصده فيثيروا من حوله الشكوك والظنون والشبهات فيرتاب فيه الناس ويزهد فيه المسلمون ،لكنه مصون من كل هاتيك الدسائس والمكائد والمؤامرات ،محفوظ بعون الله وتقديره طيلة الدهر حتى قيام الساعة ؛فهو{تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} الله حكيم في أفعاله وأقواله وتدبيره شؤون خلقه ،وهو سبحانه حميد: أي محمود على آلائه وما أسبغ على العباد من النعم ،فيحمده ويثني عليه كل المؤمنين من ملائكة الأرض والسماء آمنوا إيمانا صحيحا مستقيما من ذرية آدم .