{ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} .
{ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} أي لا يتطرق إليه البطلان من جهة من الجهات .
قال القاشانيّ:لا من جهة الحق فيبطله بما هو أبلغ منه وأشد إحكاما في كونه حقا وصدقا .ولا من جهة الخلق فيبطلونه بالإلحاد في تأويله ،ويغيرونه بالتحريف لكونه ثابتا في اللوح محفوظا من جهة الحق .كما قال:{[6428]}{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وفيه تمثيل لتشبيهه بشخص حمى من جميع جهاته .فلا يمكن أعداءه الوصول إليه لأنه في حصن حصين من حماية الحق المبين .هذا على أن مابين يديه وما خلفه ،كناية عن جميع الجهات .كالصباح والمساء كناية على الزمان كله .أو المعنى:لا يتطرق إليه باطل في كل ما أخبر عنه من الأخبار الماضية والآتية .والماضية ما بين يديه ،والآتية ما خلفه .أو العكس / كما مرّ{ تنزيل من حكيم حميد} قال ابن جرير:{[6429]} أي هو تنزيل من عند ذي حكمة ،بتدبير عباده وصرفهم فيما فيه مصالحهم ،محمود على نعمه عليهم بأياديه عندهم .