قوله:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} الحرث معناه كسب المال .وجمعه أحراث{[4098]} وفي الأثر: احرُثْ لدنياك كأنك تعيش أبدا ،واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا .
والمعنى: من كان يبتغي بعمله وما رزقناه من الكسب ،الدار الآخرة فأطاع الله وأدى ما عليه من حقوق ،نزدْ له من الثواب أضعافا كثيرة فنجعل له بالواحد عشرا إلى سبعمائة ضعف .
قوله:{وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا} من كان يبتغي بما آتاه الله من المال وسعة الرزق ،رياسة الدنيا وزينتها ومتاعها ولا يسعى إلا من أجل هذه العاجلة{نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} أي لا يحرم منها بل يُعطى منها ما شاء الله أن يعطيه ،ولكنه لا حظ له في الآخرة .
قال قتادة في هذا الصدد: إن الله يُعطي على نية الآخرة ما شاء من أمر الدنيا ،ولا يُعطي على نية الدنيا إلا الدنيا .
وجملة القول في ذلك ،أن من ابتغى الدنيا وحدها أعطاهُ الله منها ما شاء ،دون الآخرة فهو محروم منها .ومن ابتغى الآخرة وحدها أعطاه الله حسن جزائها وأُعطيَ من الدنيا ما شاء اللهُ له أنْ يُعطى .