{أومن ينشّؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين} من ،في موضع نصب بتقدير فعل .وتقديره: أجعلتم من ينشّأ .وقيل: في موضع رفع مبتدأ ،وخبره محذوف{[4131]} يعني: أو يجعلون لله من يربّى وينشّأ في الزينة من الذهب والحرير وغير ذلك مما تتزين به النساء{وهو في الخصام غير مبين} أي وهو في المجادلة والاحتجاج عند من يخاصمه عاجز عن التحاج أو الإدلاء بالبرهان لضعفه .أفتجعلون من هذه صفاتهن بنات لله وأنتم تستهجنوهم وتأنفون أن يكن لكم .
وقد يتساءل معترض قائلا: إن في النساء من تقدر على المخاصمة ،والمواجهة والتحاجّ أمام الرجال .والجواب أن المراد في المسألة ههنا ،الأغلب ،فلا شك أن غالب النساء أضعف من غالب الرجال في ظواهر شتى منها: شدة البأس ،وقوة العزيمة ،وصلابة الإرادة والأعصاب ،وسعة الأفق في امتداد البصيرة والتفكير ،والقدرة على المحاجّة والتحيّل ،فالنساء في هذه الأوصاف أضعف من الرجال في الغالب .وهن في معظمهن أشد جنوحا للرقة واللين والنعومة والتلبّس بمظاهر الزينة خلافا لأغلب الرجال فهم أميل للغلظة والصلابة والخشونة وأقدر على الخصام .