قوله:{أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين}{صفحا} منصوب على المصدر .والتقدير: أفنصفح عنكم صفحا .أو لأن معنى{أفنضرب} أفنصفح{[4124]} والصفح معناه الإعراض .صفح عنه: أعرض عنه: أعرض عن ذنبه ،وضرب عنه صفحا أي أعرض عنه وتركه{[4125]} .
وفي تأويل هذه الآية أقوال كثيرة لعل أصوبها قول ابن عباس وآخرين وهو: أتحسبون أن نصفح عنكم فلا نعذبكم ولم تفعلوا ما أمرتم به .وقيل: تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه .وقيل: أفنضرب عنكم العذاب فنترككم ونعرض عنكم لأنكم كنتم قوما مسرفين لا تؤمنون بربكم .وفي ذلك وعيد من الله للمخاطبين به من المشركين ،إذ سلكوا في تكذيب رسولهم مسلك الغابرين ،قبلهم ،أولئك الذين عصوا رسل ربهم ونكلوا عن دين الله فأخذهم الله بنكولهم وإعراضهم .