قوله:{أهم خير أم قوم تّبع والذين من قبلهم} استفهام إنكاري .والمراد بقوم تّبع ملوك اليمن .فقد كانوا يسمون ملوكهم التبابعة .فتبع لقب للملك مثل كسرى للفرس ،وقيصر للروم .وقيل: تبع يراد به الحميري ،سار بالجيوش حتى الحيرة ثم أتى سمرقند فهدمها .والمعنى أن هؤلاء المشركين من قومك يا محمد ليسوا خيرا من التبابعة والأمم المهلكة الأخرى .فإذا أهلكنا أولئك فكذا هؤلاء .ذلك تهديد من الله لمشركي العرب إذ يتوعدهم بالإهلاك والإبادة كما فعل بالمشركين السابقين كقوم تبّع وغيرهم فقد أهلكهم الله ودمّر عليهم وشردهم في البلاد ،وفرقهم وشتت شملهم وهو قوله:{أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين} أي أهلكناهم بسبب إجرامهم وكفرهم .