قوله:{قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله}{يغفروا} مجزوم ،لأنه جواب أمر محذوف وتقديره: قل لهم اغفروا يغفروا .
وفي هذه الآية يأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول للمؤمنين الذين صدقوه واتبعوا ما أنزل إليه من ربه ،ليغفروا للذين لا يؤمنون بالآخرة ولا يخشون بأس ربهم وانتقامه إذا هم نالوهم بالأذى والمكروه ،أي ليصفحوا عنهم ويحتملوا منهم الأذى ويصبروا على إساءاتهم .وكان هذا في ابتداء الإسلام إذ كان المسلمون مأمورين بالصبر على الشدائد والمكاره من المشركين وأهل الكتاب حتى أذن الله لهم بالجهاد فجاهدوا ،وبذلك فإن حكم هذه الآية منسوخ بآيات القتال .
قوله:{ليجزي قوما بما كانوا يكسبون} الجملة لتعليل الأمر بالمغفرة .والمراد بالقوم ،المؤمنون ،فقد أمرهم الله أن يغفروا للمشركين فيصفحوا عن إساءاتهم لهم ليجزيهم الله بما كسبوا في الدنيا من صالح الأعمال ،وذلك كصبرهم على أذى الكافرين واحتمال إساءاتهم ،وشرورهم .